في هذا الأسبوع : التقارير الاقتصادية من الصين في دائرة الضوء

بيانات.نت ـ بعد أن ضمن رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي باول تخفيضات شهر يوليو، فقد تهدأ الأمور قليلاً في هذا الأسبوع، حيث تهيمن البيانات الاقتصادية من الصين على جدول الأعمال. قد تسلط أرقام النمو من الصين الضوء على مقدار الضرر الذي ألحقته الحرب التجارية.

بينما في الولايات المتحدة، ستكون أرقام مبيعات التجزئة من بين الأجزاء الأخيرة من اللغز قبل الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. إحصائيات التضخم من نيوزيلندا وكندا هي أيضًا في وضع صعب، في حين قد تجذب بعض البيانات في المملكة المتحدة الانتباه إلى جانب أخبار قليلة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 نمو الصين يلامس أدنى مستوى له منذ ثلاثة عقود على الرغم من التحفيز

سيصدر ثاني أكبر اقتصاد في العالم مجموعة من البيانات يوم الاثنين، مع تسليط الضوء على الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني. من المتوقع أن يكون النمو الاقتصادي قد تباطأ إلى 6.2% على أساس سنوي، من 6.4% في وقت سابق، والتي إذا تم تأكيدها ستكون أوضح علامة حتى الآن على أن الحرب التجارية قد بدأت حقا في الضغط على السوق. سيتم الإعلان أيضا عن مبيعات التجزئة في البلاد، استثمار الأصول الثابتة، والإنتاج الصناعي لشهر يونيو.

على الرغم من أن تباطؤ النمو لا يبدو متطرفًا للوهلة الأولى، غير أنه يجب على المرء أن يفكر في أن الزخم الاقتصادي قد بدأ يفقد قوته رغم التحفيز القوي – المالي والنقدي – من جانب السلطات الصينية. في الواقع، ستشكل قراءة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.2% أضعف قراءة في ثلاثة عقود، مما يعني أنه يمكن أن يزيد الضغط على صانعي السياسة لفتح ‘البوابات التحفيزية’ على نطاق أوسع.

إلى جانب اليوان، قد تؤثر هذه الأرقام أيضًا على الدولار الأسترالي، فضلاً عن الأصول الخطرة مثل الأسهم.

مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة من بين الأرقام التي ستحل لغز تخفيض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة

في أمريكا، ستوفر مبيعات التجزئة يوم الثلاثاء آخر دليل على ثقة المستهلك، ثم ستبدأ “فترة الهدوء” للمجلس الاحتياطي الفيدرالي لمدة أسبوعين قبل قرار سعر الفائدة في 31 يوليو. تشير التوقعات إلى أن مبيعات التجزئة تباطأت على أساس شهري في يونيو، لكنها ظلت في المنطقة الإيجابية للشهر الرابع على التوالي، مما سيكون مشجعًا في حد ذاته.

من المسلم به أنه لا يوجد ما يمكن أن يمنع الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة في يوليو، حتى لو كانت هذه الأرقام أقوى من المتوقع. لقد أوضح الرئيس باول بشكل مؤلم أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يقدم “خفض أسعار الفائدة”، على الرغم من أن الاقتصاد المحلي لا يبدو أنه في حاجة ماسة إلى التحفيز النقدي حتى الآن. من المحتمل أن يكون موقفه الاستباقي إشارة على مدى رد فعل الاحتياطي الفيدرالي على المضي قدمًا – لا يريد صناع السياسة الوقوع “وراء المنحنى” في حالة ركود.

أما بالنسبة للدولار، في حين أنه قد ينتعش قليلاً قبل 31 يوليو، حيث يتم التنبؤ مرة أخرى بتخفيض سعر الفائدة “المزدوج” مرة أخرى، فإن المشهد العام لا يزال قاتما. تدخل البنوك المركزية العالمية في دورة التيسير، ويملك البنك الاحتياطي الفيدرالي أكبر قوة نيران لتخفيفها. هذا يعني أن الجانب السلبي المحتمل للدولار أكبر بكثير من اليورو أو الين، لأن كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان لديهما مجال أقل بكثير لخفضهما، بالنظر إلى معدلاتهما السلبية بالفعل.

عودة البيانات البريطانية إلى دائرة الضوء وسط غياب مستجدات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

نظرًا لعدم توقع انتهاء مسابقة قيادة المحافظين حتى 22 يوليو، فمن المرجح أن تظل أخبار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نادرة في الوقت الحالي، وبالتالي قد تعود البيانات البريطانية إلى دائرة الضوء. سوف تصل أرقام التوظيف لشهر مايو إلى الأسواق يوم الثلاثاء، قبل أن يتم الإعلان عن أرقام التضخم لشهر يونيو يوم الأربعاء، ومبيعات التجزئة يوم الخميس.

غيّر مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا، لهجته مؤخرًا من خلال تسليط الضوء على أن التوترات التجارية حيث زادت المخاطر السلبية على بريطانيا. تشير تعليقاته إلى أن البنك قد يتخلى رسمياً عن خططه لرفع سعر الفائدة قريبًا، على الرغم من أن هذا لن يكون مفاجئًا بالنسبة للأسواق، التي تسعر حاليًا باحتمال يصل إلى 40% تقريبًا خفض الفائدة بحلول ديسمبر.

وفي الوقت نفسه، استأنف الجنيه الاسترليني اتجاهه الهبوطي، حيث أشار كلا المرشحين اللذين يأملان في أن يصبحا رئيس الوزراء إلى أنهما على استعداد لمغادرة الاتحاد الأوروبي في أكتوبر دون التوصل إلى اتفاق. وهو ما يعتبر فعلا سيناريو مخيفا للجنيه الإسترليني.

بهذا المعنى، الأسوأ ربما قادم في الطريق بالنسبة للجنيه الإسترليني. قد تكون الفرصة الوحيدة للعملة هي المزيد من الضعف في الدولار الأمريكي، والذي قد يعوض الخسائر في زوج الإسترليني/دولار.

التضخم في نيوزيلندا وبيانات الوظائف الأسترالية

الحدث الرئيسي في نيوزيلندا سيكون نشر بيانات التضخم للربع الثاني يوم الثلاثاء. قام البنك الاحتياطي النيوزيلندي بالفعل بتخفيض أسعار الفائدة في اجتماع شهر مايو، وتقوم الأسواق بتسعير فرصة بنسبة 73% تقريبًا لحركة أخرى في اجتماع أغسطس، لذلك ستكون هذه الأرقام حاسمة في تشكيل التوقعات.

في أستراليا، من المقرر صدور أرقام الوظائف لشهر يونيو يوم الخميس. قام البنك الاحتياطي الأسترالي أيضًا بتخفيض أسعار الفائدة، في كلا الاجتماعين الأخيرين، لكنه بدا مترددًا في الإشارة إلى مزيد من التخفيضات. بدلاً من ذلك، أشار المسؤولون إلى أن تطورات سوق العمل ستوجه خطوتهم التالية، مما يزيد من أهمية البيانات القادمة.

ومن المقرر أيضا صدور محضر اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي الأخير يوم الثلاثاء.

مؤشر أسعار المستهلك الكندي ومبيعات التجزئة القادمة

تبنى بنك كندا لهجة أكثر حذرًا في الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن التوترات التجارية أصبحت تهديدًا أكبر. على الرغم من أن صانعي السياسة ما زالوا يحتفظون بموقف محايد بشكل عام، إلا أن ذلك قد يتغير بسرعة إذا تعثرت المفاوضات الأمريكية الصينية. انخفض الدولار الكندي ولكنه تعافى بسرعة ليلامس أدنى مستوياته منذ بداية هذا العام.

أهم ما سيؤثر على العملة في هذا الأسبوع هو بيانات التضخم لشهر يونيو، والتي ستصدر يوم الأربعاء. ستتبعها مبيعات التجزئة لشهر مايو يوم الجمعة.

في حين أن الكثير سيعتمد على التجارة، طالما بقي هناك اختلاف في السياسة النقدية بين بنك كندا والبنك الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن التوقعات بالنسبة للدولار الكندي تبقى إيجابية بشكل عام.

من غير المرجح أن يغير التضخم الياباني اتجاه الين

في اليابان، سوف تصدر أرقام التضخم يوم الجمعة، ولكن كالمعتاد من غير المرجح أن يتفاعل الين كثيرًا مع البيانات الاقتصادية. بدلاً من ذلك، قد تأخذ عملة الملاذ موقفها بشكل رئيسي من أي إشارات في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.