النفط يواصل خسائره رغم التوترات الجيوسياسية… والمخاوف من ضعف الطلب تضغط على الأسعار
النفط يواصل خسائره رغم التوترات الجيوسياسية… والمخاوف من ضعف الطلب تضغط على الأسعار
تراجعت أسعار النفط الخام في التعاملات الآسيوية يوم الاثنين، مواصلة خسائرها الممتدة من الأسبوع الماضي، في ظل مخاوف متزايدة بشأن ضعف الطلب العالمي واحتمالات تراكم فائض في المعروض خلال الأشهر المقبلة.
وعلى الرغم من تجدد الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن تأثيرها على السوق ظل محدودًا، إذ أكدت الحكومة الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية لا يزال قائمًا.
كما ركز المستثمرون أنظارهم على الجهود الدبلوماسية الأمريكية للتوسط في هدنة بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب عودة التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، ما أضاف مزيدًا من الحذر إلى الأسواق.
التحركات السعرية في أسواق النفط
| الأصل | الشهر | السعر (دولار/برميل) | نسبة التغير اليومية | التغير الأسبوعي | الملاحظات |
|---|---|---|---|---|---|
| خام برنت | ديسمبر | 61.11 | -0.3% | -2.1% | يقترب من أدنى مستوى في 5 أشهر |
| خام غرب تكساس الوسيط (WTI) | نوفمبر | 57.33 | -0.4% | -2.3% | يواجه ضغوطًا من ضعف الطلب العالمي |
التوترات في الشرق الأوسط: تأثير محدود على الأسعار
قالت إسرائيل يوم الأحد إن وقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة قد تم استئنافه بعد مواجهات عنيفة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين وقرابة 30 فلسطينيًا في سلسلة من الغارات الجوية.
وأكدت السلطات الإسرائيلية أن المساعدات الإنسانية إلى غزة ستُستأنف اعتبارًا من يوم الاثنين، في إشارة إلى تمسك الطرفين بالاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة في أوائل أكتوبر.
ورغم حساسية الوضع الجيوسياسي في المنطقة، لم تنعكس الأحداث على أسعار النفط بشكل ملحوظ، إذ يرى المتداولون أن احتمالات توسع الصراع لا تزال محدودة، فيما تستمر الأسواق في تسعير مخاطر أقل للنفط الخام مقارنة بالفترات السابقة من التوتر.
عوامل ضغط عالمية: ضعف الطلب وفائض المعروض
تستمر المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة في التأثير على الأسواق، خصوصًا مع تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى، وعودة الضغوط التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى الواجهة.
كما تزداد التوقعات بوجود فائض في المعروض النفطي خلال الربع الأخير من العام، نتيجة ارتفاع إنتاج أوبك+ وتراجع وتيرة الطلب من الأسواق الآسيوية والأوروبية على حد سواء.
ويرى محللون أن ضعف الزخم الاقتصادي العالمي قد يدفع الأسعار إلى مستويات أدنى ما لم تتدخل أوبك+ بخفض جديد في الإنتاج أو تظهر مؤشرات قوية على تحسن الطلب الصناعي.
يبدو أن الأسواق النفطية تدخل مرحلة من التوازن الهش بين مخاطر جيوسياسية محدودة التأثير وضغوط اقتصادية متزايدة.
ورغم أن الاضطرابات في الشرق الأوسط قد توفر دعمًا مؤقتًا للأسعار، إلا أن العوامل الأساسية كضعف الطلب وتزايد المعروض ما زالت تُبقي الاتجاه العام مائلًا للهبوط.
ويرى المراقبون أن خام برنت سيواجه مقاومة قوية قرب مستوى 62.50 دولارًا للبرميل، بينما يبقى الدعم الفني الأهم عند 60 دولارًا، وهو المستوى الذي قد يحدد المسار القادم للأسعار في المدى القريب.
