شهدت أسعار النفط ارتفاعًا حادًا في التداولات الآسيوية المبكرة يوم الخميس، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات مباشرة على شركتي النفط الروسيتين العملاقتين “لوك أويل” و”روسنفت”، في خطوة وُصفت بأنها الأقوى ضد قطاع الطاقة الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وساعد هذا القرار في دفع الأسعار للصعود بأكثر من 3% خلال الجلسة، لتتجاوز عقود خام برنت مستوى 64.44 دولارًا للبرميل، بينما قفزت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى 60.26 دولارًا للبرميل، في تعافٍ واضح من أدنى مستوياتها في خمسة أشهر التي سجلتها في وقت سابق من الأسبوع.
تفاصيل العقوبات وتأثيرها على الإمدادات
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الأربعاء عن حزمة عقوبات جديدة تستهدف شركتي Lukoil وRosneft الروسيتين، متهمةً إياهما بتمويل “آلة الحرب في الكرملين”. وأكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أن الوزارة “مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر”، مشيرًا إلى أن الهدف هو تقليص قدرة موسكو على تمويل العمليات العسكرية في أوكرانيا. ويتوقع الخبراء أن تؤدي هذه العقوبات إلى خفض فعلي في الإمدادات العالمية، خصوصًا أن الشركتين الروسيتين تمثلان نسبة كبيرة من صادرات النفط الروسية. ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تقلّص المعروض العالمي في وقتٍ تشهد فيه الأسواق ضغوطًا على الطلب وتراجعًا في المخزونات الأمريكية، مما أعاد التوازن مؤقتًا إلى السوق النفطية.
تحوّل مفاجئ في سياسة ترامب تجاه موسكو
تمثل هذه الخطوة تحولًا واضحًا في موقف إدارة ترامب تجاه روسيا، إذ لم يفرض الرئيس الأمريكي حتى الآن أي عقوبات مباشرة على قطاع الطاقة الروسي خلال ولايته الثانية. لكن مع تصاعد الضغوط السياسية في واشنطن، يبدو أن البيت الأبيض قرر تبني نهج أكثر تشددًا تجاه الكرملين، خصوصًا بعد رفض موسكو الدعوات لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وكان ترامب قد فرض سابقًا تعريفات جمركية مشددة على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي، كما ضغط على بكين ونيودلهي لتقليص وارداتهما من الخام الروسي، في محاولة لتقويض النفوذ الاقتصادي الروسي في آسيا.
الأسواق تترقب ردود الفعل الروسية والهندية
تشير التقارير الأولية إلى أن الهند بدأت بالفعل في مراجعة عقودها النفطية مع روسيا، وسط مؤشرات على استعدادها لتقليل الاعتماد على الخام الروسي والبحث عن بدائل من الشرق الأوسط أو الولايات المتحدة. ويرى مراقبون أن أي خطوات إضافية من واشنطن لتوسيع نطاق العقوبات قد تدفع الأسعار نحو مزيد من الصعود، خاصة إذا شملت شركات نقل أو وسطاء ماليين يتعاملون في تجارة النفط الروسي. عززت العقوبات الأمريكية الجديدة على قطاع الطاقة الروسي من الزخم الصعودي في أسعار النفط، لتمنح السوق دفعة قوية بعد أسابيع من التراجع. ويبدو أن الأسواق بدأت تسعّر مرحلة جديدة من التشدد الجيوسياسي، في وقتٍ تتراجع فيه المخزونات الأمريكية وتتزايد المخاطر بشأن الإمدادات العالمية. ويرى المحللون أن استمرار هذه التطورات قد يدفع أسعار خام برنت إلى نطاق 65–68 دولارًا للبرميل في المدى القريب، إذا لم تظهر بوادر تهدئة دبلوماسية بين موسكو وواشنطن.