النفط يرتفع بدعم من تصريحات ترامب وتراجع الدولار… والأسواق تترقب بيانات المخزون الأمريكي
النفط يرتفع بدعم من تصريحات ترامب وتراجع الدولار… والأسواق تترقب بيانات المخزون الأمريكي
ارتفعت أسعار النفط الخام في التداولات الآسيوية المبكرة يوم الخميس، مدعومة بتوقعات تشديد الإمدادات بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف الهند مشترياتها من النفط الروسي، إلى جانب تراجع الدولار الأمريكي إثر تصريحات تميل إلى التيسير من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
ورغم المكاسب المسجلة في الجلسة الحالية، لا تزال الأسواق النفطية تعاني من ضغوط ناتجة عن المخاوف المتعلقة بفائض المعروض وتراجع الطلب العالمي، وسط استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
- ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) لشهر نوفمبر بنسبة 0.89% لتسجل 58.79 دولارًا للبرميل.
- لامس الخام أعلى مستوى خلال الجلسة عند 59.00 دولارًا، فيما تشكل مستويات 57.68 دولارًا دعمًا فنيًا رئيسيًا، والمقاومة الأبرز عند 60.17 دولارًا.
- في المقابل، تراجعت عقود برنت لشهر ديسمبر بنسبة 0.81% إلى 62.41 دولارًا للبرميل، قبل أن تعاود الارتفاع لاحقًا بنسبة 1.1% إلى 62.57 دولارًا.
- انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.26% إلى 98.28 نقطة، مما دعم أسعار السلع المقومة بالدولار.
- سجلت الأسعار أدنى مستوياتها في خمسة أشهر مطلع الأسبوع، قبل أن تتلقى دعمًا قويًا من تصريحات ترامب بشأن الهند.
| الأصل | الشهر | السعر (دولار/برميل) | نسبة التغير | الملاحظات |
|---|---|---|---|---|
| النفط الخام الأمريكي (WTI) | نوفمبر | 58.79 | +0.89% | أعلى مستوى يومي عند 59.00 |
| خام برنت | ديسمبر | 62.57 | +1.10% | ارتداد من أدنى مستوى في 5 أشهر |
| مؤشر الدولار الأمريكي | — | 98.28 | -0.26% | انخفاض يعزز أسعار السلع |
تصريحات ترامب وتأثيرها على السوق
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تلقى تأكيدات من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأن بلاده ستتوقف عن شراء النفط من روسيا “قريبًا”، ما عزز توقعات نقص الإمدادات العالمية في الأشهر المقبلة.
ورغم أن نيودلهي لم تؤكد هذا القرار رسميًا، فإن مجرد الإشارة إلى توجه الهند – ثالث أكبر مستورد للنفط عالميًا – نحو مصادر بديلة أثار توقعات بانخفاض المعروض العالمي.
الهند والصين هما أكبر مستوردي النفط الروسي، وقد تعرضتا لانتقادات متزايدة بسبب استمرار شرائهما النفط المخفض من موسكو، ما يُعد دعمًا غير مباشر لتمويل الحرب ضد أوكرانيا.
وفي أغسطس، فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 50% على الهند بسبب تعاملها مع النفط الروسي، مؤكدًا أنه سيضغط أيضًا على الصين لاتباع النهج نفسه.
العوامل الاقتصادية والسياسية المؤثرة
ورغم الدعم الناتج عن هذه التصريحات، لا تزال أسعار النفط تواجه ضغوطًا هيكلية ناتجة عن:
- تراجع العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين.
- توقعات وكالة الطاقة الدولية بوجود فائض أكبر في المعروض خلال عام 2026 مما كان متوقعًا سابقًا.
- ضعف الطلب العالمي وتراجع وتيرة النمو في الاقتصادات الكبرى.
في المقابل، تلقى النفط دعمًا نسبيًا من تراجع الدولار الأمريكي بعد أن لمح رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في أكتوبر، ما يعزز شهية المستثمرين نحو السلع المقومة بالدولار، وعلى رأسها النفط.
يركّز المستثمرون خلال الأيام المقبلة على بيانات المخزون الأمريكي الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة، للحصول على مؤشرات إضافية حول الطلب في أكبر مستهلك للوقود في العالم، لا سيما في ظل الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي عطّل صدور بعض البيانات الاقتصادية.
وعلى الرغم من المكاسب الأخيرة، يظل الاتجاه العام للنفط حذرًا ومائلًا للهبوط ما لم تُظهر بيانات المخزون تباطؤًا واضحًا في المعروض أو تحسنًا ملموسًا في الطلب العالمي.
